تنمية ذاتية

كيف أتخلص من التفكير الزائد؟

التفكير الزائد، عندما ينعكس على حياتك، على مشاعرك وعلى جودة نومك… فهنا لابد من وقفة جادة! كيف ذلك؟ هذا ما سنتعرف عليه في مقال اليوم، قبل ذلك دعينا نقسم التفكير الزائد إلى جزئين أساسيين لنفهم أكثر كيف تتم عملية التفكير: 

الجزأ الأول: تفكير ناتج عن مؤثرات خارجية

ما تتعرضين له في الخارج، تلك الضوضاء التي تتعرضين لها بشكل يومي، ينتهي بها المطاف في الداخل! الأخبار المأساوية، المكالمات الهاتفية، متابعة أخبار المشاهير والفنانين، أغاني تذكرك بأحداث أليمة مرت في حياتك، إلى غير ذلك…

الجزأ الثاني: تفكير ينبع من الداخل

فكرة زارت عقلك، فوجدت منك قبولا تاما، فإنجرفت وراءها! وعشت سيناريوهات خيالية، أو تألمت من أحداث حصلت في الماضي، أو خوف من أحداث قد تحصل في المستقبل أو لا! إلا أنك تخلقينها فعلا في واقعك بعيشكك لتلك المشاعر … 

وهذا يجعلك غير حاضرة! لا في المكان ولا الزمان ولا مع الأشخاص الذين حولك… مما قد يحرمك من الإستمتاع باللحظات الجميلة في حياتك، لأنك دائما مسافرة عبر بحر أفكارك!

في الأساس ميزنا بنعمة العقل عن سائر المخلوقات، يعني المفروض أن نكون نحن من يقودون عملية التفكير بإرادتنا، لإتخاذ قرار مهم في حياتنا أو للتفريق بين الحسن والسيء… إلا أنه عندما تستسلمين لأى فكرة تخطر على عقلك، فأنت هنا أبعد ما تكونين عن القيادة الحقيقية! وإذا تكررت هذه العادة أي الإنجراف وراء أي فكرة، قد تصبحين أسيرة عقلك، فينتج أفلام وأحداث ويوزعها كما شاء… وأنت طبعا المشاهد االوفي دائما وأبدا!

فكرة أنك لا تملكين زرارا تظغطين عليه فتوقفي كل تلك الأفكار هي أيضا فكرة! قررت أن تؤمني بها… وبالتالي لن تستطيعي التحكم في أفكارك حتى تؤمني أنه بإمكانك فعل ذلك، وهذا ما سيأخذنا لأول خطوة للتخلص من التفكير الزائد: 

1-الإيمان أنه بإمكانك التحكم في أفكارك 

لأن العقل مسخر لك وليس العكس! الله لم يخلقك مسخرة لعقلك، وإنما خلق العقل من أجلك، مسخر لك… إذن فأنت القائدة وبإمكانك قيادة أفكارك! إتفقنا ؟

2- التقليل من كمية المثيرات التي تتعرضين لها

خاصة في آخر ساعة قبل النوم! ليست الوقت المناسب لتصفح مواقع التواصل الإجتماعي، ولا الأخبار… نهدئ قليلا من كمية الضوضاء التي حولنا، وإستبدالها بعادة القراءة، فهي تريح العقل ولا تتطلب منك مجهودا فكريا، بل بالعكس تساهم القراءة في إسترخاء العقل والجسم معا.

3-الكتابة

كل ما وجدت نفسك تائهة في بحر أفكارك، خذي ورقة وقلم ودوني كل تلك الأفكار، لا تحاربيها، لا تناقشيها، ولا تجادليها! فقط أنصتي لها ودونيها على الورقة.

القاعدة:

التفكير_الزائد

عندما تنصتين لأفكارك وتدونيها، فهذا يوحي لعقلك أنك إستمعت له، وبالتالي سيكف عن ملاحقتك بتلك الأفكار… ومن جهة ثانية سترتاحين من تلك الأفكار، لأنها أصبحت على الورق ولم تعد تتجول في عقلك! وطبعا بإمكانك العودة إليها إذا وجدت حاجة في مناقشتها أو تحليلها … المهم هو أنك من سيقرر متى سيفكر في الأمر، ولست تابعة لأي فكرة في أي وقت!

4- التنفس العميق

عودي نفسك على ممارسة التنفس العميق 3 مرات في اليوم لمدة 5 دقائق، وذلك بأخذ نفس عميق من الأنف وملئ البطن على آخره، ثم زفير من الفم. ستلاحظين كيف تسكتين كل تلك الأفكار، لأن عقلك سيكون مشغولا مع عملية التنفس الصحيح.

5-العيش في اللحظة

كل ما وجدت نفسك في الماضي أو المستقبل، بهدوء إرجعي إلى الحاضر، إستشعري أين أنت، وماذا تقومين به.

ستجدين معلومات أكثر عن العيش في اللحظة في الكتيب المجاني المتوفر هنا على مدونة الإحسان تحت عنوان: كيف أصل إلى السلام الداخلي، دون العبور عبر بوابة الطبيب النفساني؟

إذا أعجبك المقال فإنشريه عساه ينفع نفسا تحتاج قراءة هذا الكلام.

بكل الحب ♥️ زكية، مؤسسة الإحسان للرقي بحياتك

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

4 الآراء

  1. جزاكي الله خيرا انت وصفتي حالتي بالظبط وافكار ي لاتهدء ولا تنام شكرا لكي وممتنه جدا لكي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى