كيف أتعامل مع الأفكار السلبية؟
حقيقة مخيفة عن الأفكار السلبية
ماذا لو اخبرتك أن %80 من أفكارك في هذا اليوم هي نفس الأفكار التي سيطرت عليك البارحة! و %80 من أفكار اليوم هي التي ستعود لزيارتك غدا! والأسوء من كل هذا، أن أبحاث علمية كثيرة أثبتت أن 70 إلى %80 من الحديث الذي نحدث به أنفسنا هو حديث سلبي… وعيك بهذا، سيجعلك تخرجين نفسك من تلك الأرقام المخيفة وتحسنين التعامل مع تلك الأفكار السلبية. وهذا هو هدفنا من خلال هذا المقال…
هل يمكن أن نتخلص من الأفكار السلبية؟
دعينا نحلل ذلك سويا…
هل سبق لك وأن دخلت بيتك ليلا، فوجدت ظلاما حالك في كل أرجاء البيت؟ ياترى هل تجلسين تتذمرين من الظلام أم انك ببساطة تشعلين الضوء؟ أكيد أن الخيار الثاني أقرب إلى الصواب… ماذا يحدث حينها؟ الضوء يأخذ مكان الظلام، هل هذا يعني أن الظلام إختفى فعلا؟ ماذا لو أطفأنا الضوء؟ أكيد فإن الظلام سيكون حليفنا.
إذن الظلام لا يختفي، وإنما يتلاشى تأثيره بوجود الضوء.
جميل جدا
دعينا نسقط هذه القاعدة على الأفكار السلبية:
الأفكار السلبية لا تختفي تماما، وإنما يتلاشى تأثيرها بوجود الأفكار الإيجابية
ولهذا إخترت أن يكون عنوان هذا المقال هو: كيف أتعامل مع الأفكار السلبية، وليس كيف أتخلص من الأفكار السلبية!
ولأن الأفكار السبية في أوقات كثيرة هي نعمة، فلولا وجود فكرة أنني قد أتعرض لحادث سير، أو قد أتسبب في موت أحدهم عافانا الله جميعا، لما إحترمت قوانين السير!
من الظاهر تبدو الفكرة سلبية أو متشائمة، إلا أنها هنا لحمايتي! نفس الشيء بالنسبة لفكرة أنني قد أغدر من شخص ما، فهي تدعو إلى أخذ الحيطة وأن لا أكون كتابا مفتوحا، يقرأه كل من مرى بجانبي!
وبما أننا على مدونة الإحسان، فسأشاركك 3 خطوات أساسية لتحسني التعامل مع تلك الأفكار السلبية، نعم سنحسن معها ولن نسحقها أو ننسفها أو نحاربها كما قد تجدين في مقالات أخرى…
القاعدة : ما تحاربينه يزداد ويكثر وما تتصالحين معه تديرينه
1- كوني يقظة ومنتبهة لتلك الأفكار السلبية
يعني أن تدركي أنك تفكرين بفكرة سلبية وأن تنتبهي إذا ما إنجرفت وراءها… فأغلب الناس لا يدركون ذلك، وإنما فقك يستغربون من وجود مشاعر خوف أو بغض أو قلق… ولا يعلمون كيف جاءت!
ولكي تدركي نوعية الأفكار التي تدور في داخلك لابد من أن تكوني في حالة يقظة مستمرة. وهذا يأتي بالمحاولة والخطأ، ومع التكرار ستتمكنين من مراقبة تلك الأفكار. يعني بمجرد أن تشعري بمشاعر أليمة مثلا، مباشرة إنتبهي للفكرة التي أدت إلى تلك المشاعر… ومع الوقت ستصبح مهارة لديك يعني ستتمكنين من الإنتباه للفكرة قبل أن تعطي مشاعر أصلا.
2- حللي تلك الأفكار
لا أعني أن تقومي بتجارب معقدة، ولكن إسئلي تلك الفكرة التي أمسكت بها، ماذا جئت لتخبريني به الآن؟ وكأنك خارج الموضوع تراقبين الفكرة من بعيد، ولست متأثرة ومنجرفة وراءها… إسأليها ما هي المعلومة التي جئت لتخبريني بها الآن؟
مثلا: لو جاءت لتخبرك أنك أما مقصرة! حللي تلك الفكرة، هل أنت فعلا كذلك؟ إبحثي في مخيلتك عن مواقف تثبتلك أنك أما غير مقصرة، مثلا في نفس اليوم لعبت مع أطفالك أو شاركتهم هوايتهم المفضلة،أو أي موقف آخر كنت فيه محسنة مع أطفالك.
فإذا وجدت على الأقل 3 مواقف في نفس اليوم تثبت إحسانك لأطفالك، أخبري تلك الفكرة أن ترحل بسلام: مع السلامة لن أتجرجر وراءك الآن!
لكن! ماذا لو لم تجدي ما يثبت عكس الفكرة؟ لم تجدي ولا موقف يثبت لك أنك كنت أما جيدة… لا مشكلة، إذن تلك الفكرة هي فقط هنا لتبهك أن تكوني محسنة مع أطفالك… في نفس اللحظة قرري أن تقومي بشيء ما يسعد أطفالك، قد تكون فقط قصة تروينها لهم قبل النوم وأنت حاظرة ومستمتعة.
إقطعي حبل تلك الأفكار بكونك يقظة، أنت من يحلل ويقرر ولست فقط تابعة ومستسلمة لأي فكرة! فتخرجي نفسك من حالة تأنيب الضمير ولوم النفس إلى حالة أنت فيها واعية بما يجب فعله. وبالتالي الخروج من تلك الدائرة التي تأخذك من فكرة سلبية إلى أخرى أسوء.
3- أتبعي الفكرة السلبية الفكرة الإيجابية تمحها
كما ذكرنا في بداية هذا المقال ان الضوء يأخذ مكان الظلام والفكرة الإيجابية تأخذ مكان الفكرة السلبية، وكما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” اتبع السيئة الحسنة تمحها” فأنا أحب أن أقول لك: أتبعي الفكرة السلبية الفكرة الإيجابية تمحها.
يعني لو جاءت فكرة تذكرك إساءة أحدهم لك أو موقف قاس من شخص مان ذكري نفسك بمواقف إيجابية من ذلك الشخص. فعادة نحن نقوم بالعكس! يعني عندما نتذكر إساءة أحدهم نبحث عن مواقف أخرى سلبية من ذلك الشخص لنغتاظ أكثر. في حين أننا لو تذكرنا موقف جميل حصل منه فسيهون من ذلك الموقف السلبي.
الهدف هنا هو أن أن أكون واعية وأقرر ما إذا سأكون مقادة للفكرة أو قائدة لها! والخيار الأخير لك طبعا…
إذا كانت لديك اي تساؤلات حول هذا الموضوع، فما عليك سوى أت تتركي لي سؤالك تحت في التعليقات، وطبعا إذا عجبك هذا المقال فلا تترددي بمشاركته مع الأهل والأصدقاء
بكل الحب ♥️ زكية
أنا تعبانة آوي اسيرة هواجس وافكار وخوف مستمر عمري يضيع
🤲🏻الله إعافيك يارب
أختي أنصحك بزيارة أخصائي نفسي أو معالج مختص لأنه يصعب تقييم الحالة من رسالة، أما إذا كنت تظنين أنه بإمكاني مساعدتك في حل مشكلة معينة فلا تترددي بالتواصل معي عبر هذا 👇🏻 الإيميل
Zakia@el-ihssane.com