كيف أسامح ؟ مراحل التسامح في 7 خطوات أساسية
كيف أسامح ؟ أو ماهي خطوات التسامح ؟
هذا المقال هو تتمة للمقال السابق الذي نشرته تحت عنوان :أتحداك إن لم تعيدي التفكير في التسامح بعد هذا المقال
لذلك إن لم تكوني قد إطلعت عليه بعد، فأنصحك بأن تبدئي به أولا من هنا. لأننا هنا لن نعيد التكلم عن تعريف التسامح أو عن الهدف أو المعنى السامي للتسامح. وإنما سنحاول تغطية السؤال الشائك: كيف أسامح ؟ أو ماهي خطوات التسامح ؟
أنواع التسامح
هناك تسامح عادي وهناك تسامح لوجه الله، هناك تسامح من أجل إستمرار العلاقة وهناك تسامح لوجه الناس أو تحت ضغط المحيط.
يختلف التسامح من قصة إلى أخرى ومن شخص إلى آخر… بقدر إختلاف أنواع لآلام والجروح وبالتالي تختلف النتيجة من تجربة إلى أخرى. لذلك حاولت أن أغوص في الموضوع خاصة من الجانب النفساني لأرصد لك أهم الخطوات التي تساعدك على التسامح الحقيقي والأهم على الشفاء الذاتي
أول خطوة : قرري أن لا تعاني بعد الآن
لن تبدأ عملية التسامح الحقيقي أصلا حتى تقرري التوقف عن المعانات… كيف ذلك ؟
طالما تلقين اللوم على الآخر فأنت تعتبرين نفسك ضحية له، وبالتالي فهو الجاني وهنا يستحيل بدء عملية التسامح. الخروج من هذه الدائرة هو من خلال إتخاذ قرار بعدم الإستمرار في المعاناة. حتى ولو تطلب الأمر الإبتعاد عن ذلك الشخص أو ترك مسافة أمان بينك وبينه، خاصة إذا تعلق الأمر بصحتك الجسدية أو النفسية.
الخطوة الثانية : الإعتراف أو الإدراك بوجود الخطأ أو الذنب
إتفقنا في المقال السابق أن التسامح لا يعني أن أنسى الإساءة، لأن الماضي لا يختفي ولا يتلاشى. محاولة الهروب من تلك الذكريات الأليمة هي آلية دفاع تدفن المعاناة والكراهية والإستياء في مكان ما في العقل الباطن… مما قد يسبب في أمراض نفسية أو جسدية في المستقبل. لذلك فالإعتراف بأن المعتدي مذنب بإرتكابه خطأ ما، هو أولاً وقبل كل شيء ضرورة للشفاء الذاتي.
الخطوة الثالثة : ضعي إسما للشعور الذي ينتابك وتقبليه
هل هو شعور الغضب أم الكره؟ شعور العار أم الحزن…المهم هو تحديد ذلك الشعور وليس كبته لأنه كما هو معروف أن المشاعر غير قابلة للتحلل… فإن لم يتم التنفيس عنها بطريقة صحية ستخرج بطريقة او بأخرى !
لذلك نتصالح مع فكرة أن ذلك الموقف سبب لي ذلك الشعور، وطبعا ليس من السهل دائما البوح بما ينتابنا للآخر خاصة إذا أصر على خطإه فهذا لن يزيد الطين إلا بلة… لذلك أحبذ فكرة إخراج تلك المشاعر عن طريق الكتابة كأنك أمام ذلك الشخص. إجعلي من الكلمات نافذة لتلك المشاعر الأليمة، إفتحي قلبك وأخرجي كل ما كنت تودين قوله للآخر.
الخطوة الرابعة : توقفي عن الشعور بالذنب
من الغريب أنه في حالات عديدة ومن غير وعي منا نحمل أنفسنا مسؤولية خطأ الآخر… عندما نسأل أنفسنا ما هو ذنبنا لكي نعامل بهذه الطريقة؟ مثلا أو لنغدر من أقرب الناس إلينا مثلا… هذا السؤال في حد ذاته هو تحمل مسؤولية خطأ الآخر! أو نعاتب أنفسنا على ردود أفعالنا، وذلك الصوت الداخلي الذي لا يلبث من تكرار أنه كان عليا أن أتصرف بهذه الطريقة كان علي أن أوقفه عند حده إلى آخره…
تحرري من طاقة الذنب وتحمل المسؤولية، أحيانا المذنب هو الوحيد من يتحمل مسؤولية خطإه ! خففي عليك من جلد الذات.
الخطوة الخامسة : إستيعاب وفهم ما ألم بك
الخروج من إطار الضحية إلى المتأملة … ما الذي لمس لديك ذلك الفعل؟
غالبا ذلك الألم الداخلي هو نتيجة لإسلاط الضوء على مكان ما داخلك كنت تودين حمايته، أو كنت تودين إخفاءه…
وهذه العملية ستمكنك من التعرف على نفسك أكثر وإدراك مواطن الضعف للإشتغال عليها وتحسينها، أكثر من مجرد مسامحة الآخر. فكما ذكرنا في بداية هذا المقال أن الهدف هو التشافي وليس فقط أن أسامح الآخر.
الخطوة السادسة : خذي وقتك
لا احد يمكنه أن يجبرك على التسامح أو أن يستعجلك ! حتى الله أعطانا الحرية في الإختيار أن نسامح أو لا. مع العلم أن التسامح أفضل وأقرب للتقوى. إلا أن المبادرة يجب أن تأتي عن طيب خاطر…
إذا كنت من متابعيني على الأنستغرام فأكيد أنك تعرفين شعارنا
إحسان يبدأ من الداخل
لن أسامح لأرضي فلان وعلان وقلبي يكاد ينفجر من الداخل…
الخطوة السابعة : كوني فعلا وليس ردة فعل
كل هذه الخطوات التي ذكرناها هي بهدف أن تصل بك إلى هذه المرحلة: المرحلة التي ستختارين فيها التسامح كفعل وليس كردة فعل! لتأثير المحيط أو الأعراف عليك… أن يصبح التسامح مرحلة مفروغ منها لتمضي الى أمر جديد في حياتك وأنت معافاة متشافية .
أتمنى أن يكون محتوى هذا المقال أعجبك…
شاركيه وساعديني لنشر السلام في وقت تصدر فيه العنف والغضب أغلب المواقع والصفحات
ولا تنسي أن الإحسان يبدأ من الداخل
بكل الحب زكية، مؤسسة الإحسان
يبدو أنه محتوى راىع.نفعنا الله بك.شكرا على مجهوداتك القيمة.
اللهم آمين عزيزتي 🙏🏻 هذه هي غايتي… وشكرا لثقتك