تطوير الذاتتنمية ذاتية

لماذا نستسلم على طريق التغيير ؟

إذا كنت تحاولين تحقيق تغيير ما في حياتك، ثم تتراجعين سريعا عن قرارك و تخرجين بمقولة “عادت ريمة لعادتها القديمة” فهذا المقال لك…

سنتعرف سويا على أهم التحديات التي تواجهنا على طريق التغيير، وكيف يمكن تجاوزها.

من منا لم يسبق وأن وضع خطة أهداف مع بداية كل سنة جديدة أو بداية رمضان، وحدد عادات معينة لتحقيق تلك الأهداف.

فيبدأ وكله حماس وطاقة إيجابية للتغيير، إما لإكتساب عادة إيجابية أو للتخلص من عادة سلبية، ثم لا ينتبه إلا وقد مر عليه أسبوع أو أكثر ولم يطبق تلك الخطوات …

أكيد كلنا خظنا تلك التجربة، وأحيانا يجد اليأس طريقه إلى قلوبنا فنؤمن أن الطباع تغلب التطبع.

قانون التغيير

الكل من حولنا يتغير بشكل مستمر، الكون، الإنسان، الوعي، الأرض، التكنولوجيا… قانون التغيير هو سنة كونية على هذه الأرض لا مجال لمخالفتها. 

غير أن التغيير لا يقصد به الجانب الإيجابي فحسب، بل والجانب السلبي أيضا! وهنا تكمن الإشكالية… إن لم تقرري التغيير الإيجابي أي التطور والنمو فأنت قررت التغيير السلبي أي التراجع والتأخر! بشكل لاواعي طبعا…

ماذا يعني هذا ؟

يعني إما أن تقرري قيادة ذلك التغيير إلى الوجهة التي تطمحين لها أو أن تنساقي إلى وجهة لا ترغبين بها !

وتذكري أن إستسلامك أمام التحديات التي تواجهك على طريق التغيير هو قرار أيضا، ولكن! قرار بالتراجع! لأنه كما إتفقنا أعلاه فإن التغيير وارد في كل الأحوال، إلا أن الجهة هي ما تحددينه أنت، سواء بشكل واعي أو بشكل غير واعي…

سبق لي وأن نشرت هنا مقال بعنوان من أين أبدأ التغيير ؟ فطرحت سؤال على صفحتي على الأنستغرام : ماهو أكبر تحدي أو مشكلة تواجهك عندما تقررين تغيير عادة ما؟ فجائتني إجابات مختلفة… ثم جلست أتأملها لأحاول إعادت صياغتها لمقال اليوم، غير أني لم أجد سوى إطار واحد يجمع كل تلك الإجابات وهو ما يسمى بمقاومة التغيير

مقاومة التغيير

يعني عدم القدرة على التأقلم مع العادة الجديدة أو الحنين إلى تلك العادة السلبية، مما يجعل الإنسان ينتكس ويرجع في بعض الأحيان أسوء مما كان عليه من قبل أن يبدأ في عملية التغيير…

رأي علماء النفس في هذا 

يرى أغلب علماء النفس أن هذه المرحلة، أي مرحلة مقاومة التغيير هي مرحلة عادية، هي جزء من ذلك التغيير أصلا. لأن عملية التغيير هي ليست سلم كلما تقومين به هو صعود الدرج فحسب! وإنما تصعدين خطوة وتسقطين في الخطوة الثانية، ثم تقفين وتكملين الصعود… ما بين صعود وسقوط حتى تصلي إلى وجهتك الرئيسية.

ماذا يعني هذا الكلام ؟

ببساطة فإن عقل الإنسان لا يحب التغيير فهو يفضل القيام بالأمور التي تعود عليها، أو البقاء فيما يسمى بمنطقة الراحة أو منطقة الأمان، وبالتالي فإن أي محاولة منك لإخراجه من الروتين المألوف لديه سيقاومها بشدة! من خلال خلق الأعذار أو خلق أفكار معرقلة توهمك بالخوف مثلا، الخوف من فقدان صديقتك الغالية إذا ما قررت أن تصبحي أكثر إيجابية. أو الخوف من الفشل، فتقررين عدم المحاولة أصلا… وهذا بحد ذاته أكبر فخ يقع فيه معظمنا للأسف الشديد.

مثلا :

أريد أن أتخلص من وزني الزائد، لكني أرى أن أغلب صديقاتي حاولن وفشلن، فأقنع نفسي أني سأفشل أيضا، وبالتالي أفضل عدم المحاولة على أن أحاول وأفشل!

أو الخوف من المجهول مثلا، لا أعلم ماذا ينتظري إذا قررت تغيير حياتي، وبالتالي أفضل البقاء على ما أنا عليه حتى ولو كنت تعيسة على أن أذهب لمكان لا أعلم ما ينتظرني هناك…

فأقرر قبول ما تعودت عليه على أن أفقد ذلك الأمان الوهمي ! وكلها ما هي إلا أفكار يحاول عقلك أن يقنعك بها لكي لا تغيري أي شيء في حياتك.

الخلاصة

وعيك بكل ما ذكرناه أعلاه سيجعلك تتقبلين تلك المرحلة، مرحلة مقاومة التغيير ، ىعني عادي إذا شعرت ببعض من الخوف أو التوتر، لأنك على طريق التغيير.

المشكلة الحقيقية هي عندما يبدأ المرأ بجلد ذاته وتأنيبها، إذا ما سقط وإنتكس وعاد إلى عادته السلبية، فهو كمن أعلن الحرب على نفسه… طبعا أنا لا أقول أن يبقى هناك ويبرر لنفسه عدم قدرته على التغيير، ولكن! أن يقف مباشرة بعد سقوطه، وأن يذكر نفسه لماذا قرر خوض ذلك التغيير؟ أو إلى أي حد سيؤثر ذلك التغيير على حياته؟

إذا سقصت واحدة فلا بأس! قفي ثانية، وإذا سقطت سبعا فقفي ثمانية…

إيمانك بأن مقاومة التغيير هو جزء من التغيير، سيوفر عليك الكثير من اليأس!

بكل الحب

زكبة، مؤسسة الإحسان للرقي بحياتك

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى