ما لم يخبروك به عن الخجل !!!
لا أحد يولد خجولا، هي صفة تكتسب مع السنين ومع تكرار التجارب المؤلمة… الخجل هو ميكانيزم دفاع إختاره عقلك، لحمايتك من الوقوع في التجارب الإجتماعية التي قد لا تكون ممتعة بالنسبة لك.
تأملي معي هذا السؤال :
كيف عرفت أنك تعانين من الخجل ؟
في معظم الحالات نحن بأنفسنا من يلصقون تلك “الملصقة” “أنا أعاني من الخجل“، يمكن أخبرونا بذلك في طفولتنا وصدقناه ! أحدهم قال أنك خجولة ولست منفتحة مثل إخوتك، أو مثل صديقاتك في المدرسة… وبعدها أصبح العذر المناسب عندما لا تستطيعين القيام بأمر ما، تقنعين نفسك ومن حولك ” آسفة أنا خجولة ولا أستطيع فعل ذلك” .
ومع التكرار “أنا أعاني من الخجل” عقلك سيجعل أفعالك تتناسب مع ما تقولينه، يعني مزيدا من المواقف التي ستثبت أنك خجولة أكثر…
في حين أن معظنا يمر بلحظات أو مواقف يشعر فيها بالخجل، حتى أكبر المحاظرين أو المؤثرين عالميا، صرحوا بأنهم يشعرون بالخجل أو التوتر في أول لحظاتهم على المسرح أو أماما الجمهور…
هذا لا يجعل من الخجل في حد ذاته عائقا، وإنما ما نصنع في تلك اللحظات، أو كيف نواجه ذلك الإرتباك هو ما يحدد تأثير الخجل علينا.
الخبر المفرح
الخبر المفرح هو أنه أكيد في مواقف معينة أو مع أشخاص معينين، فأنت تتصرفين على طبيعتك وتعبرين عن أفكارك بسلاسة.
إدراك أنه أحيانا تتوترين كثيرا وتتلعثمين في الكلام بشدة، وأحيانا أخرى تسيطرين على الموقف ولا تستسلمين للحرج، يبين أنه بإمكانك أن تكوني أكثر ثقة حتى في المواقف الصعبة ! لانك تححرت من تلك الاصقة ” أنا أعاني من الخجل”
لا يوجد شخص واحد يستحق أن نخجل منه !
طبعا هذا لا يعني أن أكون وقحة مع ذلك الشخص ههه، الفكرة هي عندما تودين التعبير عن رأيك مثلا ثم تتوترين، ذكري نفسك ما هو أسوء شيء يمكن أن يقع ؟ سيحمر وجهك وتتلعثمين في الكلام ؟ عادي جدا، سينسى الموقف فور رجوعه للبيت، كل واحد فينا يفكر في الإنطباع الذي تركه هو، وغالبا لا يلاحظ توتر الآخر لأنه مشغول بنفسه ! تنفسي بعمق وقولي لنفسك :”من يكون ذلك الشخص لأخجل منه” عبري عن نفسك ولا تستغرقي وقتا طويلا في التفكير في ماذا ستقولينه، لأنك بذلك تعطين لعقلك فرصة أن يخلق لك الأعذار، لكي لا تخرجي من منطقة راحتك !
كوني ممتنة لصفة الخجل فيك
ما تحاربينه يزداد ويكثر، وما تتصالحين معه تديرينه
لا تحاربي صفة الخجل فيك، بل كوني ممتنة لها، لأنها هنا لتحميك، حتى وإن كانت سببا في أنك تتقوقعين على نفسك ولا تجيدين التصرف، تصالحي معها وأثبتي لها أنك تحررت من نظرات الآخرين لك، يعني عادي إذا أخطأت في الكلام وضحكوا عليك، والله عادي هههه، المرة القادمة أكيد ستتحسنين يوما بعد يوم.
حبي تلك الصفة فيك لأنها أكيد علمتك شيئا ما، أنا عن نفسي الخجل علمني أن أكون متأملة للآخر، دقة الملاحظة، أن أطرح الأسئلة الصحيحة (لأتفادى أن أتكلم كثيرا هههه ) يمكن بعضا من الرزانة والحكمة أيضا هههه.
بخلاصة
أحيانا يكفي أن تشغلي التلفاز لتلاحظي أن ليس كل من يجيدون الكلام يجيدون التفكير أيضا… ليس لأن كتابك غير مفتوح للجميع يدل على أن الكتاب فارغ !
بكل الحب
زكية، مؤسسة الإحسان للرقي بحياتك
إذا أعجبك هذا المقال، فإظغطي على زر المشاركة أسفله سواء على الفيسبوك أو الواتساب… عساه يصل لأحد يحتاج قراءة هذا الكلام