إحسان مع الطموح

ما معنى الطموح؟

الطموح هو عبارة عن أمنية واضحة، تملأ القلب بهجة لمجرد التفكير في إمكانية تحقيقه…

ويترافق الطموح أيضا مع صوتين داخليين :

• الصوت الأول : صوت يشكك في قدراتك…
• والصوت الثاني : صوت يهمس لك أنه بإمكانك تحقيق حلمك.

 عادة يكون الصوت الأول من العقل الذي لا يحب الخروج من منطقة الراحة ! وقد يكون أيضا صوت المحيطين بك الذي سمحت له أن يخترق عالمك الداخلي ( وهذا موضوع آخر قد نتطرق له في مقام آخر). والصوت الثاني يكون صوت القلب.

إحسان مع الطموح

لكي تنطلقي نحو تحقيق طموحك بإحسان، لابد من التفريق بيت صوت القلب وصوت العقل… لن أطلب منك إبقاف صوت العقل لكي تمضي نحو تحقيق طموحاتك! لكن، سأطلب منك فقط أن تتقبلي وجوده. فالعقل مهمته أيضا حمايتك. وعندما يتعلق الأمر بالمجهول يفضل العقل البقاء في منطقة الراحة أي القيام بما إعتاد عليه، على الخوض في أمور يجهل نتائجها… وبالتالي من الإحسان أن تتقبلي ذلك الصوت الذي يعبر عن خوفه، أكان خوفا من الإنتقاد، أو خوفا من الفشل…

تأملات في الطموح

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :  “إذا قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة، فإن إستطاع أن يغرسها فليفعل”

 يارب لماذا أغرس نبتة وأنا أعرف أن الأرض ستدك؟

ياترى هل سبق وتأملت هذا الحديث؟

كأنه صلى الله عليه وسلم يعلمنا أن نعمل رغم الظروف المحيطة في حياتنا، أن نعمل ولا ننتظر  النتيجة. إزرع  ولا يهمك أمر النبتة…  كأنه صلى الله عليه وسلم يعلمنا  أن نهتم بالسعي ولا نتعلق بالنتائج.

من ألقى في قلبك ذلك الطموح هو أعلم بقدراتك، أعلم بظروفك ، أعلم بالتحديات التي تواجهينها ومع ذلك ألقى ذلك الهدف في قلبك…(تأمليها)

 تخيلي معي شجرة صغيرة  لو قامت عاصفة لأوقعتها، ولو مرت عليها سيارة لدستها، حتى ولو سقيت أكثر مما تحتاجه لماتت وإنحلت …فلماذا إذن يهتم بها ذلك المزارع ؟ و هو غير متأكد من أنها ستنبت في يوم من الأيام؟

 نفس السؤال لمن يقرر أن ينطلق نحو حلمه وهو غير متأكد من أنه سيصل في يوم من الأيام؟ ماذا وإن لم ينجح؟ ماذا لو إستثمر المال الكثير وذهب العمر على أمل تحقيق ذلك الهدف دون تحقيق النتيجة المرجوة؟

سنترك هذا السؤال مفتوحا الآن وسنعود لنجيب عليه أسفله.

 إدارة العقل لخدمة الطموح

العقل لا يفرق بين الحقيقة والخيال! بدليل أنك عندما تشاهدين فلما مرعبا مثلا، وأنت في بيتك في أمان تام، إلا أن جلدك يقشعر مع إرتفاع ضربات القلب، جفاف في الفم والحلق، رجفة في اليدين أو الساقين ههههه….. أتعلمين لماذا ؟ لأنك تخيلت نفسك مكان ذلك الممثل. 

فالعقل إعتبر أن هذا الأمر حصل فعلا، وأرسل لك مشاعر الخوف لتصدري ردة فعل لحاميتك. الآن سنستغل هذه المعلومة لصالحنا.

تمرين عملي

 تخيلي نفسك وقد حققت هدفك، تخيلي نفسك وقد وصلت لطموحك مع إستشعار مشاعر الاستمتاع والسعادة مهم جدا. برمجي عقلك على الهدف حتى يعتبر أنه فعلا حصل… أعيدي هذا التمرين ثلاث مرات في اليوم لمدة 40 يوم . 

الهدف من التخيل هو الحد من  صوت العقل الذي لا يحب الخروج من منطقة الراحة. من خلال عملية التخيل سيعتبر العقل أن هذا الأمر حصل فعلا وبالتالي سيتلاشى شيئا فشيء صوت الشك والخوف النابع من العقل. بل أكثر من هذا سيصبح العقل تحت أمرك لإيجاد الطرق اليسيرة لتحقيق طموحك…  لأنه لم يعد معرقلا لك 

الآن هل أنا هنا اجزم انك ستحققين طموحك أو هدفك ؟

لا أبدا… ومن يخبرك عكس هذا الكلام يجب ان تشكي في مصداقية ما يروج له على حسب رأيي الشخصي!

أتعلمين لماذا ؟ لأنني ببساطة لا يمكنني أن أجزم أن ذلك الهدف خير لك… لكنني أستطيع أن أجزم أنك على الطريق ستتعلمين، ستحصلين على هدايا في كل خطوة، في كل مرحلة ستتغلبين فيها على الكسل، في كل مرة ستقولين فيها لا لتضييع الوقت، لا للأفكار المعرقلة، لا لليأس… وقد يأخذك الطريق لهدف يستحيل أن يخطر على بالك الآن، لكنه ماكان ليظهر لك إلا وأنت على ذلك الطريق…

وفي الأخير

عزيزتي الهدف من الطموح ليس تحقيقه وإنما تحقيقك… الشخص الذي ستصبحين عليه أهم من الهدف في حد ذاته. وهذا لا يقدر بثمن، على الطريق ستتعرفين على نفسك، ستكتشفين القدرات العظيمة التي وهبك الله إياها…وعيك بهذا سيجعلك لا تتعلقين بالنتائج، وبالتالي ستتحررين من الخوف من الفشل وهنا قولي مرحبا للأفكار الإبداعية.

أتذكرين الحديث : إذا قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة، فإن إستطاع أن يغرسها فليفعل؟

 إزرعي إذن ولا يهمك أمر النبتة

 والآن اذا رجعنا الى تلك الشجره الصغيره تخيلي ان يقوم المزارع بنفسه بدسها  تحت التراب …هنا تكون نهاية  القصة 

لا تكوني أنت من يدفن أحلامك تحت التراب 

نهاية المقال . في أمان