أتحداك إن لم تعيدي التفكير في التسامح بعد هذا المقال
-
لماذا عليا أن أسامح أصلا ؟
-
كيف أسامح شخصا آذاني وتسبب في آلامي ؟
-
أنت لا تعرفين كم عانيت بسببه…
-
لن أسامحه حتى يذوق من نفس الكأس…
-
الكلام سهل لأنك طبعا لم تجربي حرقتي…
-
هو لا يستحق أن أسامحه، حتى أنه لم يفكر بأن يعتذر مني…
إذا سبق لك وأن فكرت أو قلت جملة واحدة من هذه الجمل، فهذا المقال لك
دعينا نعرف التسامح أولا:
بما أن الموضوع شائك نوعا ما، فدعينا نتفق سويا على تعريف لمعنى التسامح لنضع النقط على الحروف من البداية، إتفقنا ؟
هل التسامح يعني أن أنسى ؟ طبعا لا فلا أحد يستطيع محو حدث ما في حياته، لذلك نضع فكرة أنني لا أستطيع نسيان ما فعله بي عن جنب من فضلك…
التسامح هو مشتق من فعل سمح، يعني التسامح هو السماح لتلك الآلام أو المشاعر السلبية بالرحيل. مادمت لا تتسامحين فأنت كمن يتمسك بحبل تلفه الأشواك ثم تتألمين من تأثير الشوك على يديك…
ياأختي ضعي الحبل، إطلقي الحبل
لا كيف أكلقه وهو جرحني؟ والله لا يستحق!
تخيلي هذا ما تفعلينه بنفسك…
مثال آخر : هذه المرة سمعته من الدكتور أحمد عمارة
تخيلي معي أنك تمشين في شارع ما، وقام أحدهم بإلقاء القاذورات عليك أو النفايات أعزك الله… من دون أن ندخل في التفاصيل وردة فعلك ووو… سؤال : هل ستغتسلي وتنظفي نفسك من آثار النفايات عليك والرائحة الكريهة ؟ أم أنك ستقولين : والله لن أغتسل هذا بسببه هو من رمى عليا النفايات ؟ أكيد لا، لماذا ؟ لأنك لا ترضين لنفسك أن تكوني متسخة فلماذا ترضين أن تلوثي نفسك وقلبك من طاقة الغل والبغض وحب الإنتقام؟
إذن التسامح لا علاقة له بالآخر! حتى وإن كان الآخر من منظورك الشخصي شخصا سيئا أو لا يستحق… بنظرك لماذا أمرنا لله بالتسامح؟
” وساعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين، الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيض والعافين عن الناس والله يحب المحسنين”
تأملي بدأت الآية بوصف المتقين وإنتهت بكونهم من المحسنين… إذن العافين عن الناس من أهل الإحسان :” والله يحب المحسنين” تخيلي إذا أحبك الله فكيف ستكون حياتك؟ ” فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي عليها، ولأن سألني لأعطينه ولأن إستعاذني لأعيذنه ” تأملي كمية العطاء لمن يسامح…
فلماذا نستصعب فكرة مسامحة الآخر ؟
يمكن لأنه جرحك أو تسبب في آلامك، وأحيانا قد يكون الجرح عميقا جدا… ويمكن أيضا قد نستصعب فكرة التسامح، بسبب الحقد أو الكره أو أسوء من ذلك بسبب الأنا أو الإيغو حين نعتبر التسامح ضعفا منا!
في العمق هل الكره أو الحقد أو الأنا جيدة بالنسبة لصحتك النفسية؟ هل هي جيدة بالنسبة للنسخة التي تطمحين الوصول إليها ؟ وإذا أردت أن تنطلقي في حياتك وأنت متحررة من كل ما يجذبك للأسفل، فما الذي يجب عليك فعله؟
التسامح هو التحرر
التسامح هو أن تتحرري من ثقل عظيم لن يحمل عنك أحد! حتى الآخر الذي تسبب في كل تلك الآلام، لا ولن يشعر بحجم تلك الأثقال التي تصرين على حملها معك بقية حياتك، بعدم عفوك عنه!
عندما تسامحين فأنت تطهرين قلبك من الحزن، من الكره، من رغبة الإنتقام، من الأنا…
لأن كل ما يمنعك من مسامحة الآخر، فهو يمنعك أيضا من التقدم في حياتك!
وأحب أن أركز أن التسامح نوعان :
النوع الأول : أسامح وأقبل في إستيعاد العلاقة العائلية أو الزوجية أو المهنية… أيا كانت.
والنوع الثاني : أسامح، لكن كل واحد منا في طريقه الخاص! لأنك ترينه مضرا في حياتك أو لا تناسبك تلك العلاقة ببساطة. فتسامحينه لا لأنك تحبينه أو متعلقة به، ولكن فقط لأنك لا تريدين تلويث قلبك بسببه…
فتستطيع أن نقول أن التسامح يعني أيضا أن أقول للآخر : أنت لا تدين لي بشيء، بإمكانك أن ترحل بسلام… أحتاج أن أعيد ترميم حياتي، ولذلك لا يمكنني أن أتقبل ذلك البغض والحقد الذي تسببت لي فيه!
و لإعادة ترميم حياتك لابد أيضا من إعطاء الفرصة للآخر ليتغير كما نعطي فرصا كثيرة لأنفسنا لنتغير للأفضل… لسنا أكثر مثالية من ذلك الشخص الذي نسامحه! طبعا مع وجود إستثناءات… أتفق معك أنه في حالات الجرائم البشعة (عافانا الله جميعا) حديث آخر!
لا تخافي فكل إنسان على هذه الأرض سيحصد ما زرعه، ولكن ليست مهمتنا تحديد ما سيحصده ! إتركي الحكم للحاكم…
التسامح ببساطة هو الإيمان بعدل الله، ولا تنسي أيضا أننا بدورنا قد نكون في يوم ما تسببنا في آلام شخص ما أو حتى في دمعة من عيونه… لذلك كما نحب أن نسامح على أخطائنا أو تهوراتنا أحيانا، يجب أن نسامح الآخر إذا أردنا يوما أن ننعم بالسكينة والسعادة الحقيقية.
ما الأخبار إذن ؟ هل ستعيدين التفكير في التسامح ؟
بكل الحب ♥️ زكية مؤسسة الإحسان للرقي بحياتك
اختي جزاك الله بالخير. ااريد ان أسأل عن الوسواس القهري في الفكرة السلبية بمعنى فكرة تتكرر و هي جد سلبية كيف التعامل معها ؟؟؟؟
أولا لا تسميها وسواس قهري 😉 لأنك تعطينها قوة قهرك
ثانيا على حسب نوع الفكرة : إما تحليلها لنكتشف أنها غير صحيحة أصلا
أو تحدي الفكرة وإستحقارها
أو الإنسياق وراء تلك الفكرة مرة واحدة وعيش كل تلك المشاعر المؤلمة (بهدف إفراغ تلك الطاقة)
من الاحسان أن أشكر حضرتك على هذا المجهود الرائع فى تبسيط الأفكار وصياغتها بأسلوب سهل ممتنه لحضرتك
شكرا عزيزتي 🙏🏻 هذا من فضل ربي
سعيدة بإطراءك الجميل ❤️
الله إوفقك يارب